فضل الأيام العشرعند الله تعالى
صفحة 1 من اصل 1
فضل الأيام العشرعند الله تعالى
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله وكفى وصلاةًوسلاماً على عباده الذين إصطفى. أولاً / في القرآن الكريم : وردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة في بعض آيات القرآن الكريم ، ومنها قوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج : الآيتان 27 -28 ) .
حيث أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية قوله : ( عن ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات أيام العشر )
كما جاء قول الحق تبارك وتعالى : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( سورة الفجر : الآيتان 1 – 2 ) . وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله : " وقوله : " وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ، هي ليالي عشر ذي الحجة ، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه ".
وأكد ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله : ( والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف ) .
وهنا يُمكن القول : إن فضل الأيام العشر من شهر ذي الحجة قد جاء صريحاً في القرآن الكريم الذي سماها بالأيام المعلومات لعظيم فضلها وشريف منزلتها.
ثانياً / في السنة النبوية :
ورد ذكر الأيام العشر من ذي الحجة في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي منها :
الحديث : عن جابرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن العشرَ عشرُ الأضحى ، والوترُ يوم عرفة ، والشفع يوم النحر )( رواه أحمد).
الحديث : عن جابر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيامَ عشر ذي الحجة ).
قال : فقال رجلٌ : يا رسول الله هن أفضل أم عِدتهن جهاداً في سبيل الله ؟ قال : ( هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله ) .
الحديث: أخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام- يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء .
وقد دلَّ هذا الحديث على أن العمل في أيامه، أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله، فهو أفضل عنده وقد ورد هذا الحديث بلفظ: ( ما من أيام العمل فيها أفضل من أيام العشر).
وروي بالشك في لفظة: ( أحب أو أفضل )، وإذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيه وإن كان مفضولا أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلا ولهذا قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ( ولا الجهاد ).
ثم استثنى جهادًا واحدًا هو أفضل الجهاد؛ فإنه صلى الله عليه وسلم سُئل: أي الجهاد أفضل، قال: ( من عقر جواده وأهريق دمه وصاحبه أفضل الناس درجة عند الله ).
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو يقول: اللهم أعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين، فقال له: ( إذن يعقر جوادك وتستشهد)، فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر وأما بقية أنواع الجهاد.
فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منها، وكذلك سائر الأعمال، وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره، ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره.
بعض خصائص الأيام العشر :
للأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة خصائص كثيرة ، نذكرُبعضاً منها:
أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه الكريم فقال عز وجل : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( سورة الفجر : الآيتان 1 -2 ). ولاشك أن قسمُ الله تعالى بها يُنبئُ عن شرفها وفضلها .
أن الله تعالى سماها في كتابه ( الأيام المعلومات ) ، وشَرَعَ فيها ذكرهُ على الخصوص فقال سبحانه : { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج : الآية 28 ).
أن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها.
أن فيها ( يوم التروية ) ، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الذي تبدأ فيه أعمال الحج .
أن فيها ( يوم عرفة ) ، وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام ، وله فضائل عظيمة ، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها ، ويوم العتق من النار ، ويوم المُباهاة فعن أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها) أنها قالت : عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار ، من يوم عرفه ، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة ، فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ ( رواه مسلم ).
أنها أفضل من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان ؛ لما أورده شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟ فأجاب : ( أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان ، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ) .
أن الله تعالى جعلها ميقاتاً للتقرُب إليه سبحانه بذبح القرابين كسوق الهدي الخاص بالحاج ، وكالأضاحي التي يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين .
أن فيها ( يوم النحر ) وهو يوم العاشر من ذي الحجة ، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا كما روي عن عبد الله بن قُرْط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر ) ( رواه داود).
أن فيها فريضة الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام .
أن فيها ( ليلة جَمع ) ، وهي ليلة المُزدلفة التي يبيت فيها الحُجاج ليلة العاشر من شهر ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة .
أنها أيام يشترك في خيرها وفضلها الحُجاج إلى بيت الله الحرام ، والمُقيمون في أوطانهم لأن فضلها غير مرتبطٍ بمكانٍ مُعينٍ إلا للحاج .
أن هذه الأيام المباركات تُعد مناسبةً سنويةً مُتكررة تجتمع فيها أُمهات العبادات كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيره ). ( فتح الباري).
بعض العبادات و الطاعات المشروعة في الأيام العشر :
مما لاشك فيه أن عبادة الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات القولية أو الفعلية من الأمور الواجبة والمطلوبة من الإنسان المسلم في كل وقتٍ وحين .
إلا أنها تتأكد في بعض الأوقات والمناسبات التي منها هذه الأيام العشرة من شهر ذي الحجة ، حيث أشارت بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى بعض تلك العبادات على سبيل الاستحباب ، ومن ذلك ما يلي :
الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ودعائه وتلاوة القرآن الكريم لقوله تبارك و تعالى : { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج : الآية 28).
ولما حث عليه الهدي النبوي من الإكثار من ذكر الله تعالى في هذه الأيام على وجه الخصوص ؛ فقد روي عن عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام أعظم عند الله ، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التكبير ، والتهليل ، والتحميد ). (رواه أحمد ).
وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض السلف كانوا يخرجون إلى الأسواق في هذه الأيام العشر ، فيُكبرون ويُكبر الناس بتكبيرهم ، ومما يُستحب أن ترتفع الأصوات به التكبير وذكر الله تعالى سواءً عقب الصلوات ، أو في الأسواق والدور والطرقات ونحوها .
كما يُستحب الإكثار من الدعاء الصالح في هذه الأيام اغتناماً لفضيلتها ، وطمعاً في تحقق الإجابة فيها .
الإكثار من صلاة النوافل لكونها من أفضل القُربات إلى الله تعالى:
إذ إن ( النوافل تجبر ما نقص من الفرائض ، وهي من أسباب محبة الله لعبده وإجابة دعائه ، ومن أسباب رفع الدرجات ومحو السيئات وزيادة الحسنات ) ( عبد الله بن جار الله) .
وقد حث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على الإكثار منها قولاً وعملاً ، وهو ما يؤكده الحديث الذي روي عن ثوبان رضي الله عنه أنه قال : سألت عن ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : ( عليك بكثرة السجود لله فإنّك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجةً ، وحطَّ عنك بها خطيئةً ) ( رواه مسلم ).
ذبح الأضاحي لأنها من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر أو خلال أيام التشريق:
عندما يذبح القُربان من الغنم أو البقر أو الإبل ، ثم يأكل من أُضحيته ويُهدي ويتصدق ، وفي ذلك كثيرٌ من معاني البذل والتضحية والفداء والاقتداء بهدي النبوة المُبارك .
الإكثار من الصدقات المادية والمعنوية:
لما فيها من التقرب إلى الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه عن طريق البذل والعطاء والإحسان للآخرين ، قال تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } ( سورة الحديد :الآية 11) . ولما يترتب على ذلك من تأكيد الروابط الاجتماعية في المجتمع المسلم من خلال تفقد أحوال الفقراء والمساكين واليتامى والمُحتاجين وسد حاجتهم . ثم لأن في الصدقة أجرٌ عظيم وإن كانت معنويةً وغير مادية فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " على كل مُسلمٍ صدقة " . فقالوا : يا نبي الله ! فمن لم يجد ؟ قال : " يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق " . قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : " يُعين ذا الحاجة الملهوف " . قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : " فليعمل بالمعروف وليُمسك عن الشر فإنها له صدقةٌ " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 1445 ، ص 233(.
الصيام لكونه من أفضل العبادات الصالحة التي على المسلم أن يحرص عليها لعظيم أجرها وجزيل ثوابها:
ولما روي عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام المُباركة ؛ فقد روي عن هُنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسعَ ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيامٍ من كُلِ شهر ، أول اثنين من الشهر والخميس " ( رواه داود ، الحديث رقم 2437 ، ص 370 ) . وليس هذا فحسب فالصيام من العبادات التي يُتقرب بها العباد إلى الله تعالى والتي لها أجرٌ عظيم فقد روي عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يُكفِّر السنة الماضية والباقية " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 2747 ، ص 477 .
قيام الليل لكونه من العبادات التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على المُحافظة عليها من غير إيجاب:
ولأنها من العبادات التي تُستثمر في المناسبات على وجه الخصوص كليالي شهر رمضان المُبارك ، وليالي الأيام العشر ونحوها. ثم لأن قيام الليل من صفات عباد الرحمن الذين قال فيهم الحق سبحانه : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } ( سورة الفرقان :الآية 64) . لأنهم يستثمرون ليلهم في التفرغ لعبادة الله تعالى مُصلين مُتهجدين ذاكرين مُستغفرين يسألون الله تعالى من فضله ، ويستعيذونه من عذابه
أداء العمرة لما لها من الأجر العظيم ولاسيما في أشهر الحج:
حيث إن عُمرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في أشهر الحج ، ولما ورد في الحث على الإكثار منها والمُتابعة بينها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العُمرةُ إلى العُمرةِ كفارةٌ لما بينهما " ( رواه البُخاري ، الحديث رقم 1773 ، ص 285 ).
زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة وهي من الأعمال الصالحة المُستحبة للمسلم:
لعظيم أجر الصلاة في المسجد النبوي الذي ورد أن الصلاة فيه خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلاةٌ في مسجدي هذا ، خيرُ من ألف صلاةٍ في غيره من المساجد ؛ إلا المسجد الحرام " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 3375 ، ص 583 ) . ولما يترتب على زيارة المسلم للمسجد النبوي من فرصة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما والسلام عليهم وما في ذلك من الأجر والثواب .
التوبة والإنابة إلى الله تعالى:
إذ إن مما يُشرع في هذه الأيام المباركة أن يُسارع الإنسان إلى التوبة الصادقة وطلب المغفرة من الله تعالى ، وأن يُقلع عن الذنوب والمعاصي والآثام ويتوب إلى الله تعالى منها طمعاً فيماعند الله سبحانه وتحقيقاً لقوله تعالى:{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(سورة النور: من الآية 31 ) ولأن التوبة الصادقة تعمل على تكفير السيئات ودخول الجنة بإذن الله تعالى لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
بعض الدروس التربوية المستفادة من أحاديث فضل الأيام العشر :
التنبيه النبوي التربوي إلى أن العمل الصالح في هذه الأيام العشرة من شهر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله تعالى منه في غيرها ، وفي ذلك تربيةٌ للنفس الإنسانية المُسلمة على الاهتمام بهذه المناسبة السنوية التي لا تحصل في العام إلا مرةً واحدةً ، وضرورة اغتنامها في عمل الطاعات القولية والفعلية لما فيها من فرص التقرب إلى الله تعالى ، وتزويد النفس البشرية بالغذاء الروحي الذي يرفع من الجوانب المعنوية عند الإنسان ، فتُعينه بذلك على مواجهة الحياة.
التوجيه النبوي التربوي إلى أن في حياة الإنسان المسلم بعض المناسبات التي عليه أن يتفاعل معها تفاعلاً إيجابياً يمكن تحقيقه بتُغيير نمط حياته ، وكسر روتينها المعتاد بما صلُح من القول والعمل ، ومن هذه المناسبات السنوية هذه الأيام المُباركات التي تتنوع فيها أنماط العبادة لتشمل مختلف الجوانب والأبعاد الإنسانية .
استمرارية تواصل الإنسان المسلم طيلة حياته مع خالقه العظيم من خلال أنواع العبادة المختلفة لتحقيق معناها الحق من خلال الطاعة الصادقة ، والامتثال الخالص . وفي هذا تأكيدٌ على أن حياة الإنسان المسلم كلها طاعةٌ لله تعالى من المهد إلى اللحد ، وفي هذا الشأن يقول أحد الباحثين : " فالعبادة بمعناها النفسي التربوي في التربية الإسلامية فترة رجوعٍ سريعةٍ من حينٍ لآخر إلى المصدر الروحي ليظل الفرد الإنساني على صلةٍ دائمةٍ بخالقه ، فهي خلوةٌ نفسيةٌ قصيرةٌ يتفقد فيها المرء نفسيته صفاءً وسلامةً " ( عبد الحميد الهاشمي ، 1405هـ ، ص 466 ) .
شمولية العمل الصالح المتقرب به إلى الله عز وجل لكل ما يُقصد به وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته ، سواءً أكان ذلك قولاً أم فعلاً ، وهو ما يُشير إليه قوله صلى الله عليه وسلم " العمل الصالح " ؛ ففي التعريف بأل الجنسية عموميةٌ وعدم تخصيص ؛ وفي هذا تربيةٌ على الإكثار من الأعمال الصالحة ، كما أن فيه بُعداً تربوياً لا ينبغي إغفاله يتمثل في أن تعدد العبادات وتنوعها يُغذي جميع جوانب النمو الرئيسة ( الجسمية والروحية والعقلية ) وما يتبعها من جوانب أُخرى عند الإنسان المسلم .
حرص التربية الإسلامية على فتح باب التنافس في الطاعات حتى يُقبِل كل إنسان على ما يستطيعه من عمل الخير كالعبادات المفروضة ، والطاعات المطلوبة من حجٍ وعمرةٍ ، وصلاةٍ وصيامٍ ، وصدقةٍ وذكرٍ ودعاءٍ ...الخ . وفي ذلك توجيهٌ تربويُ لإطلاق استعدادات الفرد وطاقاته لبلوغ غاية ما يصبو إليه من الفوائد والمنافع والغايات الأُخروية المُتمثلة في الفوز بالجنة ، والنجاة من النار .
تكريم الإسلام وتعظيمه لأحد أركان الإسلام العظيمة وهو الحج كنسكٍ عظيمٍ ذي مضامين تربوية عديدة تبرزُ في تجرد الفرد المسلم من أهوائه ودوافعه المادية ، وتخلصه من المظاهر الدنيوية ، وإشباعه للجانب الروحي الذي يتطلب تهيئةً عامةً ، وإعدادًا خاصاً تنهض به الأعمال الصالحات التي أشاد بها المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحاديث مختلفة ، لما فيها من حُسن التمهيد لاستقبال أعمال الحج ، والدافع القوي لأدائها بشكلٍ يتلاءم ومنـزلة الحج التي -لا شك –أنها منـزلةٌ ساميةٌ عظيمة القدر .
تربية الإنسان المسلم على أهمية إحياء مختلف السُنن والشعائر الدينية المختلفة طيلة حياته ؛ لاسيما وأن باب العمل الصالح مفتوحٌ لا يُغلق منذ أن يولد الإنسان وحتى يموت انطلاقاً من توجيهات النبوة التي حثت على ذلك ودعت إليه . وليس هذا فحسب ؛ فهذه الأيام العظيمة زاخرةٌ بكثيرٍ من الدروس والمضامين التربوية ، التي علينا جميعاً أن نُفيد منها في كل جزئيةٍ من جزئيات حياتنا ، وأن نستلهمها في كل شأن من شؤونها ، والله نسأل التوفيق والسدّاد ، والهداية والرشاد .
الحمد لله وكفى وصلاةًوسلاماً على عباده الذين إصطفى. أولاً / في القرآن الكريم : وردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة في بعض آيات القرآن الكريم ، ومنها قوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج : الآيتان 27 -28 ) .
حيث أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية قوله : ( عن ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات أيام العشر )
كما جاء قول الحق تبارك وتعالى : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( سورة الفجر : الآيتان 1 – 2 ) . وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله : " وقوله : " وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ، هي ليالي عشر ذي الحجة ، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه ".
وأكد ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية بقوله : ( والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباسٍ وابن الزبير ومُجاهد وغير واحدٍ من السلف والخلف ) .
وهنا يُمكن القول : إن فضل الأيام العشر من شهر ذي الحجة قد جاء صريحاً في القرآن الكريم الذي سماها بالأيام المعلومات لعظيم فضلها وشريف منزلتها.
ثانياً / في السنة النبوية :
ورد ذكر الأيام العشر من ذي الحجة في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي منها :
الحديث : عن جابرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن العشرَ عشرُ الأضحى ، والوترُ يوم عرفة ، والشفع يوم النحر )( رواه أحمد).
الحديث : عن جابر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيامَ عشر ذي الحجة ).
قال : فقال رجلٌ : يا رسول الله هن أفضل أم عِدتهن جهاداً في سبيل الله ؟ قال : ( هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله ) .
الحديث: أخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام- يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء .
وقد دلَّ هذا الحديث على أن العمل في أيامه، أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله، فهو أفضل عنده وقد ورد هذا الحديث بلفظ: ( ما من أيام العمل فيها أفضل من أيام العشر).
وروي بالشك في لفظة: ( أحب أو أفضل )، وإذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيه وإن كان مفضولا أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلا ولهذا قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ( ولا الجهاد ).
ثم استثنى جهادًا واحدًا هو أفضل الجهاد؛ فإنه صلى الله عليه وسلم سُئل: أي الجهاد أفضل، قال: ( من عقر جواده وأهريق دمه وصاحبه أفضل الناس درجة عند الله ).
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو يقول: اللهم أعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين، فقال له: ( إذن يعقر جوادك وتستشهد)، فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر وأما بقية أنواع الجهاد.
فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منها، وكذلك سائر الأعمال، وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره، ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره.
بعض خصائص الأيام العشر :
للأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة خصائص كثيرة ، نذكرُبعضاً منها:
أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه الكريم فقال عز وجل : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( سورة الفجر : الآيتان 1 -2 ). ولاشك أن قسمُ الله تعالى بها يُنبئُ عن شرفها وفضلها .
أن الله تعالى سماها في كتابه ( الأيام المعلومات ) ، وشَرَعَ فيها ذكرهُ على الخصوص فقال سبحانه : { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج : الآية 28 ).
أن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها.
أن فيها ( يوم التروية ) ، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الذي تبدأ فيه أعمال الحج .
أن فيها ( يوم عرفة ) ، وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام ، وله فضائل عظيمة ، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها ، ويوم العتق من النار ، ويوم المُباهاة فعن أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها) أنها قالت : عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار ، من يوم عرفه ، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة ، فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ ( رواه مسلم ).
أنها أفضل من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان ؛ لما أورده شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟ فأجاب : ( أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان ، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ) .
أن الله تعالى جعلها ميقاتاً للتقرُب إليه سبحانه بذبح القرابين كسوق الهدي الخاص بالحاج ، وكالأضاحي التي يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين .
أن فيها ( يوم النحر ) وهو يوم العاشر من ذي الحجة ، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا كما روي عن عبد الله بن قُرْط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر ) ( رواه داود).
أن فيها فريضة الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام .
أن فيها ( ليلة جَمع ) ، وهي ليلة المُزدلفة التي يبيت فيها الحُجاج ليلة العاشر من شهر ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة .
أنها أيام يشترك في خيرها وفضلها الحُجاج إلى بيت الله الحرام ، والمُقيمون في أوطانهم لأن فضلها غير مرتبطٍ بمكانٍ مُعينٍ إلا للحاج .
أن هذه الأيام المباركات تُعد مناسبةً سنويةً مُتكررة تجتمع فيها أُمهات العبادات كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيره ). ( فتح الباري).
بعض العبادات و الطاعات المشروعة في الأيام العشر :
مما لاشك فيه أن عبادة الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات القولية أو الفعلية من الأمور الواجبة والمطلوبة من الإنسان المسلم في كل وقتٍ وحين .
إلا أنها تتأكد في بعض الأوقات والمناسبات التي منها هذه الأيام العشرة من شهر ذي الحجة ، حيث أشارت بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى بعض تلك العبادات على سبيل الاستحباب ، ومن ذلك ما يلي :
الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ودعائه وتلاوة القرآن الكريم لقوله تبارك و تعالى : { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج : الآية 28).
ولما حث عليه الهدي النبوي من الإكثار من ذكر الله تعالى في هذه الأيام على وجه الخصوص ؛ فقد روي عن عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام أعظم عند الله ، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التكبير ، والتهليل ، والتحميد ). (رواه أحمد ).
وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض السلف كانوا يخرجون إلى الأسواق في هذه الأيام العشر ، فيُكبرون ويُكبر الناس بتكبيرهم ، ومما يُستحب أن ترتفع الأصوات به التكبير وذكر الله تعالى سواءً عقب الصلوات ، أو في الأسواق والدور والطرقات ونحوها .
كما يُستحب الإكثار من الدعاء الصالح في هذه الأيام اغتناماً لفضيلتها ، وطمعاً في تحقق الإجابة فيها .
الإكثار من صلاة النوافل لكونها من أفضل القُربات إلى الله تعالى:
إذ إن ( النوافل تجبر ما نقص من الفرائض ، وهي من أسباب محبة الله لعبده وإجابة دعائه ، ومن أسباب رفع الدرجات ومحو السيئات وزيادة الحسنات ) ( عبد الله بن جار الله) .
وقد حث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على الإكثار منها قولاً وعملاً ، وهو ما يؤكده الحديث الذي روي عن ثوبان رضي الله عنه أنه قال : سألت عن ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : ( عليك بكثرة السجود لله فإنّك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجةً ، وحطَّ عنك بها خطيئةً ) ( رواه مسلم ).
ذبح الأضاحي لأنها من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر أو خلال أيام التشريق:
عندما يذبح القُربان من الغنم أو البقر أو الإبل ، ثم يأكل من أُضحيته ويُهدي ويتصدق ، وفي ذلك كثيرٌ من معاني البذل والتضحية والفداء والاقتداء بهدي النبوة المُبارك .
الإكثار من الصدقات المادية والمعنوية:
لما فيها من التقرب إلى الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه عن طريق البذل والعطاء والإحسان للآخرين ، قال تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } ( سورة الحديد :الآية 11) . ولما يترتب على ذلك من تأكيد الروابط الاجتماعية في المجتمع المسلم من خلال تفقد أحوال الفقراء والمساكين واليتامى والمُحتاجين وسد حاجتهم . ثم لأن في الصدقة أجرٌ عظيم وإن كانت معنويةً وغير مادية فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " على كل مُسلمٍ صدقة " . فقالوا : يا نبي الله ! فمن لم يجد ؟ قال : " يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق " . قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : " يُعين ذا الحاجة الملهوف " . قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : " فليعمل بالمعروف وليُمسك عن الشر فإنها له صدقةٌ " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 1445 ، ص 233(.
الصيام لكونه من أفضل العبادات الصالحة التي على المسلم أن يحرص عليها لعظيم أجرها وجزيل ثوابها:
ولما روي عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام المُباركة ؛ فقد روي عن هُنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسعَ ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيامٍ من كُلِ شهر ، أول اثنين من الشهر والخميس " ( رواه داود ، الحديث رقم 2437 ، ص 370 ) . وليس هذا فحسب فالصيام من العبادات التي يُتقرب بها العباد إلى الله تعالى والتي لها أجرٌ عظيم فقد روي عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يُكفِّر السنة الماضية والباقية " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 2747 ، ص 477 .
قيام الليل لكونه من العبادات التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على المُحافظة عليها من غير إيجاب:
ولأنها من العبادات التي تُستثمر في المناسبات على وجه الخصوص كليالي شهر رمضان المُبارك ، وليالي الأيام العشر ونحوها. ثم لأن قيام الليل من صفات عباد الرحمن الذين قال فيهم الحق سبحانه : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } ( سورة الفرقان :الآية 64) . لأنهم يستثمرون ليلهم في التفرغ لعبادة الله تعالى مُصلين مُتهجدين ذاكرين مُستغفرين يسألون الله تعالى من فضله ، ويستعيذونه من عذابه
أداء العمرة لما لها من الأجر العظيم ولاسيما في أشهر الحج:
حيث إن عُمرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في أشهر الحج ، ولما ورد في الحث على الإكثار منها والمُتابعة بينها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العُمرةُ إلى العُمرةِ كفارةٌ لما بينهما " ( رواه البُخاري ، الحديث رقم 1773 ، ص 285 ).
زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة وهي من الأعمال الصالحة المُستحبة للمسلم:
لعظيم أجر الصلاة في المسجد النبوي الذي ورد أن الصلاة فيه خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلاةٌ في مسجدي هذا ، خيرُ من ألف صلاةٍ في غيره من المساجد ؛ إلا المسجد الحرام " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 3375 ، ص 583 ) . ولما يترتب على زيارة المسلم للمسجد النبوي من فرصة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما والسلام عليهم وما في ذلك من الأجر والثواب .
التوبة والإنابة إلى الله تعالى:
إذ إن مما يُشرع في هذه الأيام المباركة أن يُسارع الإنسان إلى التوبة الصادقة وطلب المغفرة من الله تعالى ، وأن يُقلع عن الذنوب والمعاصي والآثام ويتوب إلى الله تعالى منها طمعاً فيماعند الله سبحانه وتحقيقاً لقوله تعالى:{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(سورة النور: من الآية 31 ) ولأن التوبة الصادقة تعمل على تكفير السيئات ودخول الجنة بإذن الله تعالى لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
بعض الدروس التربوية المستفادة من أحاديث فضل الأيام العشر :
التنبيه النبوي التربوي إلى أن العمل الصالح في هذه الأيام العشرة من شهر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله تعالى منه في غيرها ، وفي ذلك تربيةٌ للنفس الإنسانية المُسلمة على الاهتمام بهذه المناسبة السنوية التي لا تحصل في العام إلا مرةً واحدةً ، وضرورة اغتنامها في عمل الطاعات القولية والفعلية لما فيها من فرص التقرب إلى الله تعالى ، وتزويد النفس البشرية بالغذاء الروحي الذي يرفع من الجوانب المعنوية عند الإنسان ، فتُعينه بذلك على مواجهة الحياة.
التوجيه النبوي التربوي إلى أن في حياة الإنسان المسلم بعض المناسبات التي عليه أن يتفاعل معها تفاعلاً إيجابياً يمكن تحقيقه بتُغيير نمط حياته ، وكسر روتينها المعتاد بما صلُح من القول والعمل ، ومن هذه المناسبات السنوية هذه الأيام المُباركات التي تتنوع فيها أنماط العبادة لتشمل مختلف الجوانب والأبعاد الإنسانية .
استمرارية تواصل الإنسان المسلم طيلة حياته مع خالقه العظيم من خلال أنواع العبادة المختلفة لتحقيق معناها الحق من خلال الطاعة الصادقة ، والامتثال الخالص . وفي هذا تأكيدٌ على أن حياة الإنسان المسلم كلها طاعةٌ لله تعالى من المهد إلى اللحد ، وفي هذا الشأن يقول أحد الباحثين : " فالعبادة بمعناها النفسي التربوي في التربية الإسلامية فترة رجوعٍ سريعةٍ من حينٍ لآخر إلى المصدر الروحي ليظل الفرد الإنساني على صلةٍ دائمةٍ بخالقه ، فهي خلوةٌ نفسيةٌ قصيرةٌ يتفقد فيها المرء نفسيته صفاءً وسلامةً " ( عبد الحميد الهاشمي ، 1405هـ ، ص 466 ) .
شمولية العمل الصالح المتقرب به إلى الله عز وجل لكل ما يُقصد به وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته ، سواءً أكان ذلك قولاً أم فعلاً ، وهو ما يُشير إليه قوله صلى الله عليه وسلم " العمل الصالح " ؛ ففي التعريف بأل الجنسية عموميةٌ وعدم تخصيص ؛ وفي هذا تربيةٌ على الإكثار من الأعمال الصالحة ، كما أن فيه بُعداً تربوياً لا ينبغي إغفاله يتمثل في أن تعدد العبادات وتنوعها يُغذي جميع جوانب النمو الرئيسة ( الجسمية والروحية والعقلية ) وما يتبعها من جوانب أُخرى عند الإنسان المسلم .
حرص التربية الإسلامية على فتح باب التنافس في الطاعات حتى يُقبِل كل إنسان على ما يستطيعه من عمل الخير كالعبادات المفروضة ، والطاعات المطلوبة من حجٍ وعمرةٍ ، وصلاةٍ وصيامٍ ، وصدقةٍ وذكرٍ ودعاءٍ ...الخ . وفي ذلك توجيهٌ تربويُ لإطلاق استعدادات الفرد وطاقاته لبلوغ غاية ما يصبو إليه من الفوائد والمنافع والغايات الأُخروية المُتمثلة في الفوز بالجنة ، والنجاة من النار .
تكريم الإسلام وتعظيمه لأحد أركان الإسلام العظيمة وهو الحج كنسكٍ عظيمٍ ذي مضامين تربوية عديدة تبرزُ في تجرد الفرد المسلم من أهوائه ودوافعه المادية ، وتخلصه من المظاهر الدنيوية ، وإشباعه للجانب الروحي الذي يتطلب تهيئةً عامةً ، وإعدادًا خاصاً تنهض به الأعمال الصالحات التي أشاد بها المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحاديث مختلفة ، لما فيها من حُسن التمهيد لاستقبال أعمال الحج ، والدافع القوي لأدائها بشكلٍ يتلاءم ومنـزلة الحج التي -لا شك –أنها منـزلةٌ ساميةٌ عظيمة القدر .
تربية الإنسان المسلم على أهمية إحياء مختلف السُنن والشعائر الدينية المختلفة طيلة حياته ؛ لاسيما وأن باب العمل الصالح مفتوحٌ لا يُغلق منذ أن يولد الإنسان وحتى يموت انطلاقاً من توجيهات النبوة التي حثت على ذلك ودعت إليه . وليس هذا فحسب ؛ فهذه الأيام العظيمة زاخرةٌ بكثيرٍ من الدروس والمضامين التربوية ، التي علينا جميعاً أن نُفيد منها في كل جزئيةٍ من جزئيات حياتنا ، وأن نستلهمها في كل شأن من شؤونها ، والله نسأل التوفيق والسدّاد ، والهداية والرشاد .
نوال- ســَاحِر مراقب و مُشـْرف
- عدد المساهمات : 1310
نقاط : 3763
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
مواضيع مماثلة
» فضل الأيام العشرعند الله تعالى
» فضل الأيام العشرعند الله تعالى
» شكرا ياشيخ بفضل الله تعالى انا سويت وصفتك وعادت زوجتى جعلك الله عونا لنا
» خواص اسمه تعالى (( الله الصمد ))
» أسماء الله تعالى:
» فضل الأيام العشرعند الله تعالى
» شكرا ياشيخ بفضل الله تعالى انا سويت وصفتك وعادت زوجتى جعلك الله عونا لنا
» خواص اسمه تعالى (( الله الصمد ))
» أسماء الله تعالى:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 10, 2024 8:30 pm من طرف Evliya
» جلب النساء للمعاشرة مجرب
الجمعة مايو 10, 2024 8:18 pm من طرف Evliya
» طلسم جلب من تريد للنكاح
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:37 pm من طرف samiraa
» طلسم يكتب ويحمل لجلب جميع النساء
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:37 pm من طرف الــزكـــي
» طلسم تهييج بالنظر
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:36 pm من طرف samiraa
» سحر المرض والموت
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:36 pm من طرف الــزكـــي
» طلسم للتفريق بين شخصين
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:36 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب الغضبان
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:36 pm من طرف الــزكـــي
» طلسم لجلب الحبيب وتهيجه بدون بخور
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:36 pm من طرف samiraa
» جلب النساء للرجال
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:36 pm من طرف الــزكـــي
» طلسم للنجاح فى الامتحانات
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:35 pm من طرف samiraa
» طلسم للنجاح و التفوق الدراسى
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:35 pm من طرف الــزكـــي
» سحر تهييج الرجال على الرجال
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:35 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب مثل الكلب يلهث عليك
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:35 pm من طرف الــزكـــي
» طلسم يكتب لجلب الحبيب للجماع مجرب سريع
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:35 pm من طرف samiraa
» سحر السيطرة وسلب الارادة مجرب سريع
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:35 pm من طرف الــزكـــي
» جلب الحبيب وتهييجة للفراش - سحر تهييج الشهوة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:35 pm من طرف samiraa
» طلسم يكتب لجلب الحبيب للجماع مجرب مضمون النتيجة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:35 pm من طرف الــزكـــي
» زواج البائر - المعطلة عن الزواج
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:34 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب فى 24 ساعة مجرب سريع
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:34 pm من طرف الــزكـــي
» جلب الزبون
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:34 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب طائع زليل مسلوب الارادة مجرب سريع
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:34 pm من طرف الــزكـــي
» ايات الحفظ
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:34 pm من طرف samiraa
» الفرق بين السحر الأبيض والسحر الأسود
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:34 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب بسرعة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:33 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب رغما عنة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:33 pm من طرف samiraa
» تهييج الزوج بالشرويطة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:33 pm من طرف samiraa
» اقوى شبشبة للجلب
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:33 pm من طرف samiraa
» تهييج الزوج بالسحر
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:32 pm من طرف samiraa
» شبشبة السفينة للجلب والتهييج كاملة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:32 pm من طرف samiraa
» شبشبة الشمس كانو الجدات يجلبو بها الرجال
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:32 pm من طرف samiraa
» شبشبه سفلى خطيره
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:32 pm من طرف samiraa
» سحر تفريق بين شخصين سريع مجرب
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:32 pm من طرف samiraa
» حجاب التابعة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:31 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب أسرع من البرق
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:31 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب في يوم واحد
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:31 pm من طرف samiraa
» السحر _ تعريفه _ أدواته _ انواعه _ اعراض بعض أنواعه
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:31 pm من طرف samiraa
» تهييج الحبيب بالبول سريع ومجرب
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:31 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب للجماع وممارسة الجنس
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:30 pm من طرف samiraa
» سحر تهييج الحبيب للنكاح والمعاشرة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:30 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب للجماع مجرب سريع
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:30 pm من طرف samiraa
» تهييج الحبيب للمعاشرة وممارسة الجنس
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:30 pm من طرف samiraa
» سحر الموت والانتقام من الظالم
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:30 pm من طرف samiraa
» تكبير المؤخرة بطريقه سريعة وسهلة بدون ضرر
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:29 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب خاضع زليل مسلوب الارادة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:29 pm من طرف samiraa
» كيفية جلب الحبيب للجماع بسرعة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:29 pm من طرف samiraa
» شمعة للمحبة مجربه
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:29 pm من طرف samiraa
» شمعات للجلب والمحبة حصريا من عند شوافة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:29 pm من طرف samiraa
» تحضير خديم الشمعة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:28 pm من طرف samiraa
» سحر تهييج فوري
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:28 pm من طرف samiraa
» جلب وتهييج بالشمع والصوره
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:28 pm من طرف samiraa
» طلسم لتسخير من تريد
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:27 pm من طرف samiraa
» تهييج الحبيب ولا يستطيع مفارقتك عندما يراك
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:27 pm من طرف samiraa
» طلسم يكتب لجلب للجماع وممارسة الجنس مجرب وسريع
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:27 pm من طرف samiraa
» طلسم الانتقام من الظالم
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:27 pm من طرف samiraa
» طلسم جلب الحبيب للنكاح فى 24 ساعة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:26 pm من طرف samiraa
» اقوى سحر تهييج
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:26 pm من طرف samiraa
» طلسم يكتب ويحمل لجلب الحبيب للجماع
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:26 pm من طرف samiraa
» طلسم تسخير شخص للمعاشرة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:26 pm من طرف samiraa
» طلسم جلب الحبيب للجماع فى 24 ساعة مجرب مضمون النتيجة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:26 pm من طرف samiraa
» تحضير كحله بنت برقان
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:25 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب مثل الكلب يلهث عليك ويطلب جماعك مجرب مضمون النتيجة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:25 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب بالدعاء
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:25 pm من طرف الــزكـــي
» سحر المرض النزيف الانتقام
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:25 pm من طرف samiraa
» للقبول و المحبة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:25 pm من طرف الــزكـــي
» دعوة عظيمة للسبعة ملوك الارضية
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:24 pm من طرف samiraa
» اية الكرسى العظيم ودعوته للخير والحب
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:24 pm من طرف الــزكـــي
» لعلاج سحر الرش
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:24 pm من طرف samiraa
» محبه واحراق للقلوب
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:24 pm من طرف الــزكـــي
» حرق الجن العاشق والمس والعوارض جميعها بنفسك
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:22 pm من طرف samiraa
» حجاب للزواج مجرب
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:22 pm من طرف الــزكـــي
» كشف البصيره ورفع الحجاب
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:22 pm من طرف samiraa
» جلب باب الزيت
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:22 pm من طرف الــزكـــي
» إستخدام الجن في عمل سحر الجلب والتهييج مجرب سريع
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:22 pm من طرف samiraa
» جلب وتهييج المحبوب احر من النار
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:22 pm من طرف الــزكـــي
» استخدام الجن في الجلب وكل ما تريد
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:21 pm من طرف samiraa
» جلب بدون عزيمة و لا بخور و لا تربيع الشمعة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:21 pm من طرف الــزكـــي
» تحضير الجن لجلب الغائب
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:21 pm من طرف samiraa
» جلب وتهييج صحيح
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:21 pm من طرف الــزكـــي
» علاج وطرد عاشق الجن
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:21 pm من طرف samiraa
» محبة الفاتحة الشريفة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:21 pm من طرف الــزكـــي
» حجاب لقضاء الحوائج
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:20 pm من طرف samiraa
» جلب قوي جدا
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:20 pm من طرف الــزكـــي
» جلب الحبيب مثل الكلب يلهث عليك
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:20 pm من طرف samiraa
» من أقوى ابواب المحبة والجلب والتهييج المجربة الصحيحة
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:20 pm من طرف الــزكـــي
» تهييج الحبيب للنكاح
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:20 pm من طرف samiraa
» خصائص سوره الفاتحة ومنافعها وفوائدها
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:20 pm من طرف الــزكـــي
» سحر تهييج الشهوه
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:19 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب بسورة طه
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:19 pm من طرف الــزكـــي
» طلسم السيطرة على شخص ما
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:19 pm من طرف samiraa
» جلب الحبيب خلال 48 ساعه باية الكرسي
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:19 pm من طرف الــزكـــي
» خواص بعض التباخير
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:19 pm من طرف samiraa
» حقيقة تسخير الجن والسحر
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:19 pm من طرف الــزكـــي
» طريقة لتنشيط خادم الفص بالخاتم
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:19 pm من طرف samiraa
» أنواع السحر وأقسامه
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:19 pm من طرف الــزكـــي
» صور وتعريفات لبعض البخور الذى أوله حرف " ب " الباب الثانى
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:18 pm من طرف samiraa
» نجــــــمة داوود
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:18 pm من طرف الــزكـــي
» الخرزرة الزرقاء
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:18 pm من طرف samiraa
» علاج القلق بالقران
الثلاثاء مايو 07, 2024 2:18 pm من طرف الــزكـــي