الجن.. ما بين الحقيقة والخيال.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجن.. ما بين الحقيقة والخيال... تحقيق :ترفة محمد عبد الغفور



‏ ‏‏هـل يبقــى الإنســان أســير دائـــــــــرة التساؤل وحبيس الوهم..؟

‏‏إذا كان العقل يسعى للماورائيات ليستشف أفكاراً من فلسفات الحضارات القديمة، تعللها الشرائع والكتب السماوية ‏لإيجاد تفسير لكل ما ليس له تفسير، فهو وإن ميز الإنسان عن سائر المخلوقات الكونية لا يزال ساعياً لاكتشاف القوى ‏الخفية التي تتحكم بمصادر البشر والتي أطلق عليها مسميات وصفات، فما نراه صواباً قد يحتمل الخطأ وما نراه خطأ ‏قد يحتمل الصواب، ورغم رفض الماديين لكل ما لا يقبله العقل ويدخل في طور

‏ التأويلات والتكهنات، ازدادت موجة ‏مؤيدة لعالم مجهول يرسم خيوط حياتنا يؤثر ويتأثر بها ومن ضمنها عالم الجن حقيقة أم بدعة ابتدعها الإنسان ليبرر ‏مالا يُبرر؟ هذا السؤال وهذا الطرح.. بين أيديكم، والإجابة بين السطور.

‏‏ ‏‏ ‏الجن حقيقة.. والخلوة الروحية بوابة العبور إلى عالمهم..

‏السيد علاء نعسان آغا - روحاني: ‏يقول السيد علاء: أن عالم الجن هو حقيقة ذكرت في كل الأديان السماوية، فكما خلق الله عالم الإنس خلق عالماً آخر ‏يوازيه هو عالم الجن، ونحن نتعايش معهم، والفارق الوحيد أنهم يروننا ولا نراهم إلا من وهبه الله القدرة ليتواصل ‏معهم، فالأشخاص الذين يدخلون في

علاقة «أخوة» مع أحد الجن بإمكانهم التوصل لمعلومات وأفكار من يحيطون بهم وهذا لا يتم إلا بالخلوة الروحية أي ‏دخول الإنسان في حالة تفرد بذاته لمدة تتراوح

‏ من 3 - 4 أشهر، لا يرى فيها أحداً، يأكل طعاماً معيناً وبسيطاً ويقرأ ‏قراءات معينة، فالخلوة الروحية هي بوابة العبور لهذا العالم الغامض وهو طريقة الاستحضار الأساسية. ‏‏ ‏الجن.. أنواع وتخصصات.. والحضور أشكال وأساليب ‏يضيف السيد علاء: إن الجن قبائل وجماعات ينقسمون إلى العفاريت وهم صغار الجن ولهم بدورهم أنواع (السباسبة ‏والتوافقة والأبالسة) يسكنون قريباً من الإنسان ويأكلون طعامه ولهم سلوك وطرائق معينة، ولكن قدراتهم محدودة ‏وليس لهم أثر كبير في حياة الإنسان، أما الشياطين فهم عون لكبار الطواغيت وهم عبدة إبليس اللعين، فالساحر لا ‏يتملك قدرته إلا بعقد تحالف مع الشيطان بعد خلوة روحية تستمر 40 يوماً لينضم لحلف إبليس، والحلف لا يعقد إلا ‏بتنجيس كلمات الله وآياته، وقبائل الجن عديدة منها الجن الأحمر والجن الأزرق وهم حملة عرش إبليس يستخدمون ‏لكشف الدفائن والكنوز، أما الجن الأحمر فيستخدمونه للكشف السريع والمندل ويستخدم بكثرة لسرعته، وغذاء هذا ‏النوع هو الدم الذي يسيل من القرابين التي لا يسمى اسم الله عليها. ‏وفي سؤال للسيد علاء عن أشكال حضور الجن قال: إن أشكال الحضور عديدة منها النقر على الخشب أو قراءة ‏القرآن أو استخدام عبارات معينة لذلك، والطريقة تتوقف على سبب الاستدعاء فإذا كان خيراً يطلب بآيات قرانية، وان ‏كان شراً أو لأذية يستخدم النجاسة والتدنيس والقراءة في الحمام واستخدام الطلاسم الغريبة، وعند حضور الجن قد ‏يتكلم مع مستدعيه همساً في الأذن أو إيحاء بالأفكار والحضور عموماً على الأشخاص غير المعنيين هو حضور ‏وسوسة حيث يتسلط الجني بالوسوسة القهرية أو الهواجس حضوراً على عقل المريض أو بدنه، أو حضوراً كلياً على ‏جسد المريض، يتكلم على لسانه ويتحرك بجسده، والروحاني قد يحضّر روحاً لكشف سرقة أو مشكلة نفسية، لكن ‏الروح تلبس الروحاني نفسه أو تلبس الشخص بطلب من الروحاني لكشف الحقيقة، لكن عليه معرفة الروح التي ‏يستدعيها ليتمكن من صرفها فيما بعد كي لا تهيم في الأرض، فيحصل تلبّس ومس لأشخاص غير مقصودين. ‏‏ ‏المس «التلبس» مسببات وأعراض ‏قدسية الحب عند الجان؟ ‏يصف السيد علاء أعراض المس بأنه يشعر الشخص الممسوس بضيق في الصدر وشرود ذهن والنسيان بكثرة ‏وخفقان مفاجئ في القلب وكراهية لكل ما يحب وعصبية في المزاج وسرعة الغضب والصداع وشم روائح كريهة ‏وسماع أصوات غريبة وغيرها كثير ويقول: إن أنواعه متعددة منه الطائف قال الله تعالى {إن الذين اتقو إذا مسهم ‏طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} وهناك المس العارض وهو تلبس حقيقي والمس الدائم والخارجي ‏والمتعدي وهو اقتران الشيطان بشخص قريب من الشخص المطلوب أذيتة لتعذيبه، وحادثة المس ذكرت في القرآن ‏في قوله تعالى { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} وهناك مس تمثيلي كأن ‏يوهم الشخص المدعي من يعالجه بأنه ممسوس فيغير صوته وحقيقة هذا تقمص للحالة ومن أسباب المس عشق الجن ‏لشخص من بني آدم أنثى أو ذكر فالحب عند الجن مقدس فقد يكون إعجاباً بجسد الإنسي أو خلقه فيقع في حبه أو حبها ‏فيحرم عليه الارتباط بغيره أو غيرها وقد يحصل المس منه لأذية أحد الجان وكثيراً ما كان أهلنا منذ الصغر ينبهون ‏لضرورة البسملة عند صب الماء الساخن أو الجلوس في الحمام أو الصراخ والبكاء أو رمي حجر في بئر لأن أذية ‏الجن إن أدت لموت لن يهدأ قبل أن ينتقم فالجزاء عندهم بالمثل ولبس الجني للإنسان يترافق مع حالات الخوف الشديد ‏والغضب الشديد والانكباب على الشهوات ويضيف السيد علاء: إن الجن غالباً ما يستقرون عند تلبسهم بالإنسان قرب ‏بالمخ فيسيطرون على العقل ليشلوا حركة الجسد. ‏‏ ‏الإنسان والجن... طاولة مستديرة فمصالحة: ‏يوعز السيد علاء

‏ إن لبس الجن للإنسان قد يسبب له جنوناً أو تخبطاً أو غيبوبة وهذه الحالات يعالجها الروحانيون بحل النزاع بينهما ‏وعقد مصالحة تأخذ شكل «عهد يقطعه الإنسان بألا يؤذي الجن مرة أخرى» هذا ما إذا كان الجني مسلماً أما إذا كان ‏كافراً فلا يعرف حقيقة الله على الروحاني دعوته للإسلام ثم عقد الصلح معه وينبه السيد علاء إن حالة الضرب ‏المبرح للشخص الملبوس لا تؤذي الجني وإنما الشخص المريض نفسه لأن الجني يهدف لأذيته فيدعي الصراخ وعدم ‏الخروج ليزيد عذابه ويكون بذلك حقق انتقامه على جسد الممسوس وأفضل ما يمكن عمله هو قراءة الآيات القرآنية ‏وما يفعله السحرة على شاشات التلفزة ما هو إلا طريقة لاستعراض قدراتهم. ‏‏ ‏أنا (أؤمن) بالسحر.. لكن أبو عبد الله كذاب.. ‏أم إبراهيم - ربة منزل: ‏تروي لنا السيدة أم إبراهيم قصتها مع أحد السحرة قائلة دخلت منزلاً قديماً مع أختي فوجدت ساحة المنزل مملوءة ‏بالناس كأنهم في عيادة طبية على الانتظار جاء دوري ودخلت إلى الغرفة، أبو عبد الله جالس وأمامه قدر كبير فيه ‏ماء وعلى يمينه مبخرة مشتعلة، سأل ما طلبك فأجبت أنا متزوجة وأشك أن زوجي يعرف امرأة غيري (شو اعمل) ‏وتتابع.. فبدأ أبو عبد الله بقراءة بعض العبارات ثم غطى الوعاء بقطعة قماش وبدأ يتمتم كأنه يتكلم مع أحد وقال: أنت ‏ابنة أسرة ثرية صحيح فأجبته نعم وعمر زوجك 35 - 40 فأجبته نعم ثم بدأ بوضع بعض الحصى الصغيرة في الماء ‏سماها بأسماء لم أميزها وقال: الإنسانة التي ينوي زوجك الزواج بها قريبة منك وتدخل بيتكم (وهي عاملة لزوجك ‏عمل بتحبي فكو) فأجبته نعم ثم كشف عن القدر وطلب مني أن أقف بشكل مستقيم وطلب مني الصلاة ليرى إمكانية ‏فك السحر فإن استدرت لليمين سوف يصح وان استدرت لليسار فلن يكون هناك إمكانية لفكه وحقيقة أنا استدرت لليمن ‏ثم بدأ الماء يتحرك اخرج منه قماشاً ملفوفاً بطريقة محكمة وقال لي ادفنيه عند رأس أحد القبور مع بعض الحبوب ‏أعطاني إياها وطلب مني 1000 ليرة وإن فك السحر يأخذ اللي فيه النصيب أخذتها وفعلت ما طلب مني (لكن للأسف ‏جوزي اتجوز عليّ) ولكن ليس من الإنسانة التي تحدث عنها بل من أخرى بعد سنتين من هذه الحادثة. ‏‏ ‏‏ الجن... حقيقة وجودهم ما بين مؤيد ومعارض